ترأست الاستاذة لطيفة لماليف المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بعمالة مقاطعة عين الشق يومه الأربعاء 08 ماي 2024 على الساعة الثانية والنصف بعد الزوال بمقر مؤسسة التفتح الملتقى الإقليمي الثاني لاضطرابات التعلم تحت شعار “إذكاء الوعي باضطرابات التعلم من أجل تنزيل الإطار الإجرائي لخارطة الطريق 2022-2026” المنظم بشراكة مع المؤسسة التربوية لصعوبات التعلم وذلك بحضور السيدات والسادة “ممثلي المصالح الامنية والسلطات المحلية- ممثلي القطاعات الحكومية- رؤساء المصالح بالمديرية- اطر هيئة التأطير والمراقبة التربوية، أطر هيئة التوجيه التربوي- مدراء المؤسسات التعليمية العمومية الخصوصية- المكتب التنفيذي للمؤسسة التربوية لصعوبات التعلم- المكلفين بخلايا الانصات والوساطة على مستوى المؤسسات التعليمية بالمديرية – ممثلي الفرع الإقليمي للفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء واولياء التلميذات والتلاميذ- فعاليات المجتمع المدني- وبعض الشخصيات المهتمة بالموضوع بالإضافة لوسائل الاعلام.
الملتقى أعطت انطلاقة أشغاله السيدة المديرة الإقليمية بكلمة تأطيرية أكدت من خلالها بضرورة التعاون وفق مقاربة تشاركية مع باقي القطاعات الحكومية والمجتمع المدني وأولياء الأمور والأخصائيين والخبراء ومختلف الشركاء، من أجل تجاوز الصعوبات التي تقف أمام التلميذات والتلاميذ الذين يعانون من اضطرابات التعلم، مع توفير البيئة المناسبة والدعم اللازم لهذه الشريحة من الأطفال، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي للملتقى هو تعميق النقاش حول اضطرابات التعلم وتقاسم أحدث الأبحاث والممارسات من قبل الخبراء والمختصين، وكذا الإجراءات التي يقوم بها كل قطاع حكومي على حدة في مجال تتبع الأطفال ذوي اضطرابات التعلم، مبرزة بأن اللقاء سيشكل مناسبة ايضا لاستشراف بعض الحلول والتوصيات من أجل المساهمة في تحسين جودة التعلمات في المؤسسات التعليمية والحياة اليومية للمتعلمات والمتعلمين الذين يعانون من اضطرابات التعلم كي لا يكون هناك هدر مدرسي.
الملتقى تميزت فعالياته بتقديم مداخلات وعروض من طرف ممثلي القطاعات الحكومية وتلة من المختصين والفاعلين في المجال حيت تضمنت المداخلات ما يلي :
** الدكتور محمد التومي أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق- شعبة علم النفس- جامعة الحسن الثاني، الدي قدم من خلال عرضهالرقمي “”اضطرابات التعلم عند الأطفال” نبذة عن اضطرابات التعلم، وتأصيله، والأسباب التي تجعله حاضرا في شخصية الأطفال، حيث يظهر في سن مبكرة، ومن أجل معالجة هذا الاضطراب ينبغي رصد الحالات وعرضها على المختصين، لأن هذا الاضطراب خفي ولا يمكن رصده من طرف الكل، إلى جانب أن مجموعة من أولياء الأمور غير واعين به..
**الاستاذ العربي الربح مفتش تربوي مكلف بالتربية الدامجة بجهة الدارالبيضاء سطات- مكون في اضطراب طيف التوحد واضطرابات التعلم الخاصة تطرف من خلال مداخلته “مداخل تنزيل التربية الدامجة بالمغرب : اضطرابات التعلم الخاصة نموذجا” للاضطرابات العصبية النمائية التي تعتبر اضطرابات خفية، وعلى كل الشركاء التعامل مع مسألة تنزيل البرامج الدامجة إلى التعبئة والتحسيس، والحذر إلى سلوكات الكبار(مدرسين، أولياء الأمور…) تجاه الأطفال ذوي اضرابات التعلم، لأن الإعاقة توجد بيننا، ويمكننا أن نخلق الإعاقة أو نزيد من حدتها. وتحدث أيضا، عن الاستراتيجيات التي تعتمدها الوزارة في معالجة اضطرابات التعلم، عن طريق تكييف المنهاج الدراسي، وكذا تكوين أساتذة للتعامل مع هذه الحالات الخاصة..
**الاستاذة فتيحة حلمي إطار مكون في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين تخصص صعوبات التعلم، تحدثت عن مدى صعوبة حالات اضطراب التعلم لدى الأطفال، مشيرة لمجموعة من الاستراتيجيات للتعامل مع الحالات داخل الفصول الدراسية مثل إرفاق النصوص القرائية بالصور…كما دعت إلى اعتماد اختبارات مهنية في هذا المجال للمقبلين على ميدان التدريس…
**الدكتورة فاطنة الخوخي طبيبة مسؤولة عن التواصل والتوعية الصحية بالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية ركزت في مداخلتها إلى بعض الإجراءات الوقائية الواجب اتخادها خاصة في طور الولادة وأثناءها وبعد الولادة، خصوصا نقص في الحديد وبعض المعادن أخرى، التي قد تؤدي إلى مجموعة من الإعاقات وتشوهات في الجهاز العصبي للطفل، مشبرة على الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية كتوفير التلقيحات التي تحد من مجموعة من الإعاقات كالشلل مثلا، بالإضافة إلى الكشف المبكر للأمراض المعدية التي تؤدي إلى هذه الإعاقات.، وتوفير تكوينات للاطر المكلفة بمواكبة وكشف هذه الأمراض، والتكفل بهذه الحالات، كما تعمل على إحداث مراكز جهوية التي تقوم بتركيب الأطراف من خلال توفرها على أجهزة تقويمية، كما يتم تقديم خدمات متعلقة بالصحة النفسية للأطفال والطب الفيزيائي ، ترويض النطق والبصر، والحركي النفسي.
في الشق المتعلق بالصحة المدرسية، تعمل الوزارة على إجراء فحوصات داخل المؤسسات التعليمية، للكشف على مجموعة من الصعوبات والاضطرابات التي يعاني منها بعض الأطفال، مع احالة الحلات على أخصائيين للاستفادة من الكشف بالإضافة إلى تنظيم لقاءات تحسيسية توعوية داخل المؤسسات التعليمية لتفادي مجموعة من المشاكل الصحية، وحماية هؤلاء الأطفال من الميز والتنمر الذي قد يواجههم، وكل ما يتعلق بالمشكل النفسية التي تؤثر في تفاقم هذه الاضطرابات.
** السيد عبد الصمد بانة إطار بمؤسسة التعاون الوطني واخصائي نفساني تطرق لاستراتيجية مؤسسة التعاون الوطني في التكفل بالأطفال ذوي اضطرابات التعلم الخاصة مؤكدا مدى انفتاحه على أطفال ذوي صعوبات التعلم، ومساهمته في تتبع ومواكبة هذه الحالات من مختلف الجوانب.
**الدكتورة ايمان اولخير طبيبة نفسانية للأطفال ومعالجة نفسانية ركزت في معرض حديثها عن الطفل وما يعانيه من اضطرابات التعلم، إلى ضرورة الرصد والتشخيص المبكرين، والتدخل للعلاج
** الأستاذ توفيق سرحان فنان عازف ومؤلف وكاتب ركز في مداخلته “آلية دامجة لذوي صعوبة التعلم : الموسيقى نموذجا” على دور وأهمية الفنون في معالجة بعض صعوبات التعلم، لكون هذا الجانب أي الفن له ارتباط وثيق بعدة علوم أخرى مثل الرياضيات والفيزياء وكذا علم اللغة، كما دعا إلى تغيير الرؤية إلى الفن باعتباره شيئا متعلقا بالآلة الموسيقية فقط، بل هو يعتبر استراتيجية معالِجة لمجموعة من الصعوبات في التعلم لدى الأطفال، وضرورة إقرار مادة الموسيقى في المؤسسات التعليمية بدل جعلها مادة للتفتح فقط.
السيد أحمد بوعروة منتج ومخرج وسيناريست وصحفي تحدث عن دور الفن المسرحي في التقليل من الصعوبات التي يجدها الطفل أثناء تعلمه، وضرورة تنويع من الأنشطة التعليمية في التعامل مع هذه الفئة من الأطفال، كما أنه ذكر تجربة لأخيه الذي استخدم معه هذه الطرق لنجاحه في تحسين أخيه النطق.. كما أكد على ضرورة تقبل الآباء والأمهات هذا الاضطراب.
بعد ذلك تم فتح باب النقاش بشأن مضامين المداخلات والعروض التي تم تقديمها خلال هذا اللقاء، حيث أشاد الجميع أهمية ما تم طرحه حول صعوبات التعلم، متمنين المجهودات والخدمات التي تم توفيرها لهذه الفئة من طرف القطاعات الحكومية وجمعيات المجتمع المدني، ليختتم اللقاء بطرح مجموعة من التوصيات التي سيتم رفعها للقطاع الوصي.