بينما كنا نعيش في زمان تحن فيه القلوب إلى بعضها البعض ونتألم لألامها ونبادلها نفس الشعور وندعمها، أصبحت اليوم عكس ذلك، رحم الله زمانا كانت القلوب والنفوس مملوءة بالإيمان والمحبة المتبادلة، لا أخفي عليك أخي القارئ سواء من شباب اليوم أو الكهول أو الشيوخ الذين سبقونا بأفكارهم وتسيير شؤونهم بأنفسهم لا يحتاجون لا للجهاز التشريعي أو القضائي أو التنفيذي، كانت القبائل والجماعات تقرر في أي شيء فيه خلل أو تعثر أو أشياء أخرى تعيق مسيرتهم الدنيوية وقد نجحوا في ذلك ويضرب بهم المثل إلى اليوم، كثيراً ما كانوا يقومون به هؤلاء الناس ويحترمون المبادئ والقيم ويسترون الفضائح التي تمس بكرامتهم وكرامة سكان القبيلة ويلتزمون بالشريعة وصغارهم يحترمون كبارهم، رحم الله هذا الزمن المقدس عند آبائنا وأجدادنا، ما أستغرب إليه اليوم هناك مئات من الجمعيات والأحزاب والحكومات التي تعاقبت على هذا البلد لم تستطع ولو مرة في كل سنة أن تغير من سلوك المجرمين والمتآمرين على الأخلاق الفاضلة والمفسدين وإدماجهم داخل المجتمع، في هذا البلد الذي لا يسحتق هذه البشاعة والجرأة الخبيثة عديمة الاحترام الذي يجب أن يتمسك بها الإنسان المغربي أو الشاب المغربي الذي كنا نعقد عليه أمالا في المستقبل ليكون رجل الغد.
إني أتأسف على ما أشاهده اليوم عكس الزمن الجميل الذي أراده الله أن تكون القلوب فيه متألفة ومتعاطفة، فتبا لمن أرادوا لهذا البلد التفرقة وسوء التسيير وانعدام فكلنا مسؤولون نعم مسؤوليات متقاسمة لو كان كل واحد ينظف باب داره لأصبح الحي كله نظيف وأعني بذلك تظافر الجهود والتضامن والتآزر حتى يصبح هذا الوطن وطنا آمنا مطمئنا لا أنسى أن هذا البلد مرتب في المرتبة الأخيرة من الناحية الصحية في العالم وكذلك في التربية والتعليم أما الأمن فنحن لا نتوفر على الأمن الأسروي والأمن الجماعي حتى أمن النفوس لكي يشعر كل واحد منا أنه في أمن وأمان واستقرار جماعي وسأكتفي بهذا القدر من هذا المقال لذلك أعطيته ( قتلوا فينا إنسانيتنا وعواطفنا نحو فئات لا ترحم ولا تشفق ولا تساعد) إذن جاء الوقت لنقول أننا نعيش وسط نفاق إجتماعي ومراقبة خصوصية الناس والتدخل في شؤون الناس فكيف يا ترى ستصل بنا هذه السفينة إلى بحر النجاة مادام أعداء النجاح يزدادون يوما بعد يوم.
توقيع: الحاج محمد عبد الصمد: عيون لا تنام