خلال زيارتنا لجماعة البير الجديد التابع ترابيا لإقليم الجديدة، كان علينا ممارسة هوايتنا الإعلامية في التجول داخل كل ركن من أركان هذه المنطقة، فصدمنا لهول التهميش الذي تطاله كل مرافقها، ساكنة تشتكي لامبالاة مسؤولي الجماعة، مقاهي نبثت لمستشارين جماعيين كان من المفروض عليهم حماية وتطبيق كل بند من بنود قانون التعمير، لكنهم حولوا اتجاه البوصلة نحو خرق كل بنود هذا القانون، فشيد بعضهم مقاهي خارج كل الضوابط المعمول بها في مثل هذه المشاريع….
اكتفينا بما شاهدت عيوننا من تهميش وفوضى عارمة تعم أرجاء الجماعة، فقررنا أخذ قسط من الراحة بإحدى المقاهي فيها، ولحسنا الصحفي كانت لنا مبادلة للحوار مع أحد أبناء الجماعة بذات المقهى، فكان حديثه ذي شجون، أخبرنا عما كانت عليه الجماعة في عهد رئيسها السابق السقوقع، وكيف أصبحت الآن في عهد رئيسها الحالي، كانت جماعة تسير بخطى حثيثة نحو منافسة باقي جماعات الاقليم تنمويا، فأصبحت الآن تنافس ذاتها في الدرك الاسفل من التهميش والاهمال…
استجمع صاحبنا قواه وأطلع تنهيدة عميقة، تلخص كل ما يختزنه من آهات وبكاء على أطلال جماعة كانت في قريب الزمان تواكب العصر، فباتت الآن تسبح في بحر عميق مليء بكل نفايات الاهمال..