بقلم: الحاج محمد بن عبد السلام التناني
الحمد لله وحده والصلاه والسلام على رسول الله وآله وصحبه:
أخي القارئ كيف تميز بين العقل الذي هو نور من نور الله وبين من لا عقل له يعني الحماقة والجهالة المرادفين، من لا عقل له لا يدرك ماذا يقول وماذا يفعل وكيف يعيش.
الإدراك بالعقل والتفكير في الأشياء الصالحة بالعقل والأصول إلى الأشياء الناجحة بالعقل, هذا العقل الذي نتحدث عنه اليوم فهو التمييز بيننا وبين باقي الحيوانات، أصبحنا اليوم نرى الحيوان ذكي لأنه يستمع إلى أستاذه الذي هو الإنسان ويعرف ما عليه من واجبات لأنه يحرسك من الأعداء ويدافع عنك حينما تكون عرضة للاعتداء.
أما الحيوانات الأهلية النافعة فهي تعرف ما لها وما عليها الأبقار مثلاً تطعم الإنسان ويستفيد من غذائها ولحومها وكذلك الأغنام فإنها لا تؤذي الإنسان بل تنفعه بلحومها ولبنها وصوفها وغطائها في أوقات البرد القارس في فصول السنة، أما الحيوان الذي ذكره الله في كتابه المبين كالبغال والحمير والجمال فإنها تتحمل الأشغال الشاقة والأعباء الثقيلة وقطع المسافات مثل القوافل والرحل لترضي بذلك الإنسان وتسهل عليه المتاعب.
ألم نحمد الله على هذه النعمة التي خلقها الله لك وللعباد قبلك والتي هي في خدمة الإنسان الذي يدعي أنه إنسان عاقل متميز على الحيوان، لقد رأيت الإنسان وأستثني اليوم أصبح حيوان غير نافع , والإنسان البشري الغير النافع غير مرغوب فيه وإني أقول للإنسان أن يراجع نفسه قليلا وخصوصاً في الوقت الراهن أن يرجع شيئا إلى الوراء ويفكر في ملكوت الله سبحانه وتعالى الذي قال في كتابه المبين “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت” صدق الله العظيم.
راجع نفسك أيها الإنسان وكن إنسانا بعقلك وتفكيرك واشغل عقلك فيما يرضي الله ويرضي البشرية جمعاء، العقل هو الذي ينجيك من الأخطار ويصل بك إلى طريق النجاة ويرفع من قيمتك كإنسان عاقل حتى تكون أهلا للاستشارة بين أهلك ومجتمعك فطوبى لمن أعطاهم الله العقل الذي به ترى النور أمامك عكس الظلام الذي يأتي بك إلى طريق الظلال وأنت لست في حاجة إلى الأشياء الضالة إذن فكر جيدا وكن عاقلاً تكسب محبة الناس وعطفهم عليك وتكون بذلك ساميا في أخلاقك ومعاملاتك.