اندهش أحدهم لمرأى جحافل “المنتسبين للجسم الصحفي” الذين تلتقطهم كاميرات نقابة الاتحاد المغربي للشغل وهم يصطفون طوابير للظفر بــ”قفة رمضان”.. فكتب في حائطه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “واش كَاع هاذ المحتاجين كاينين في الصحافة؟ إلا كان هاذشي بصح الصحافة راها مضرورة بزاف”!
ليطمئن قلبك ويهدأ ذهنك صديقي الافتراضي، إن هذا غير صحيح، فكل شيء نسبي في نهاية المطاف. كيف؟
كما هو معلوم، تشرف مصالح نقابة الاتحاد المغربي للشغل على عملية “تنظيم” توزيع القُفة الرمضانية، حيث يقوم أعوانها “المبثوثون” في شرايين الحياة الاجتماعية في مستوياتها الدنيا بــ”اختيار” المرشحين للاستفادة من القفة العجيبة بمناسبة “الفيض الإحساني الرمضاني”..
ولأن أعوان نقابة الاتحاد المغربي للشغل “نزهاء” بما يكفي فإنهم يعمدون إلى “اختيار” المرشحين “المناسبين” أي أولئك الذين “يستجيبون” لمعايير تأثيث المشهد المُراد تقديمه عبر القنوات اليوتوبية والمواقع الالكترونية باعتبارهم من الصحفيين “النموذجيين” الذين يأكلون النعمة ويمدحون الملة!
إنه أحد أوجه مهن الإعلام الرمضاني، حيث من الضروري والمؤكد “كَاع” أن تتوفر عينة من “أشباه الصحفيين” يصلحون للعرض في مناسبة “إحسانية” نقابية.. وذلك ما يشتغل عليه مؤسسو نقابة الاتحاد المغربي للشغل بكل ما يلزم من الجدية والدقة والحِرص والعناية.. مصداقا لما جاءت به “نقابة المستخدمين” وما أدراك ما المستخدمين!
والنتيجة ماثلة أمامكم معشر النظارة الكرام لقنوات اليوتوب : طوابير “المحتاجين” وهم يتسلمون القُفف الرمضانية ويلهجون بالشكر والثناء حدَّ الاندلاق لـــ”المانح”.
هكذا نستخلص: إن الصحافة يجب أن تكون فيها “الفقراء” وإذا هم انقرضوا فيجب أن تتم “صناعتهم” صنعا وبالمعايير المذكورة أعلاه وإلاَّ فإنها الكارثة..
نعم الكارثة، ولا مبالغة في هذا الوصف الدرامي، كيف؟
مَن الذي سوف “يؤثث” فضاءات “مناسبة” توزيع القفة الرمضانية حينما يحين موعدها بعدما يتم الاستعداد لها أتم الاستعداد، بدءا من تخطيط “استراتيجي” وبرامج تنفيذ وطواقم بشرية ومعدات لوجيستيكية.. و”إخراج” نقابة الاتحاد المغربي للشغل -وهذا هو الأهم- وانتهاء بعبارات الشكر والتبجيل للمسفيدين من “مخطط نقابة الاتحاد المغربي للشغل الرمضاني السنوي”؟