حبيب كروم
قد تكون أسباب ودوافع الحرب في الأراضي الأوكرانية بعد الهجوم الروسي عليها شبه معلومة لدى كافة الشعوب، لكن نتائجها وحدود أثارها وانعكاساتها تبقى غير ذلك، فالحرب على الأرض تصاحبها حرب إعلامية متضاربة لكن في ذات الوقت قوية ومؤثرة على نفوس السكان كونها تبث وتنقل وقائع ميدانية ومعطيات عن الخسائر البشرية والمادية يشتبه في صحتها بسبب ثنائية القطب، بين موالي للقطب الشرقي وموالي للقطب الغربي ، فالقطبان يسعيان لإحراز التفوق والفوز إعلاميا وميدانيا .
في إعتقادي الإعتماد على هذه المعطيات يصعب معها التنبؤ بمخرجات ونتائج هذه المعركة، التي تترقبها الشعوب المكتوية بلهيبها، لكن باللجوء إلى الإحتمالات الممكنة سنكون أمام خيارات معدودة ، من ضمنها خيار التوافق والوصول إلى حل وسط في حالة بلغت المفاوضات الجارية نتائج إيجابية ، أما إذا تعثرت فسنكون امام احتمالين اثنين لا ثالت لهما: الأول فوز بوتين في أوكرانيا، وهزيمة الغرب بقيادة أمريكا وفي هذه الحالة ستتغير الخريطة السياسية العالمية ويصبح العالم برأسين .
أما الإحتمال الثاني: هو هزيمة بوتين في حالة طال أمد الحرب واستنزفت قدرات روسيا المادية والعسكرية وهذه النتيجة يستحيل الرضا والقبول بها من طرفه لعلمه المسبق ان الشعب الروسي لن يقبل برئيس مهزوم، وفي هذه الحالة ستكون الكارثة العظمى بنوشوب حرب عالمية ثالتة بطعم ونكهة نووية .