نظم مختبر دراسات الفكر والمجتمع بشراكة مع المركز الاكاديمي للثقافة والعلوم، ومؤسسة عبد الواحد القادري، يوم السبت 12 مارس برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية يوما تكوينيا لفائدة الطلبة الباحثين في موضوع: الترجمة ودورها في البحث العلمي، أطره المحاضر الدكتور عبد الرحيم حزل.
فبعد افتتاح هذا اللقاء العلمي بآيات بينات من الذكر الحكيم، تناول الكلمة مدير المختبر الدكتور عبد المجيد بوشبكة، فشكر الدكتور عبد الرحيم على تلبية دعوة المختبر لتنوير الباحثين بأهمية موضوع الترجمة في البحث العسلمي عامة وفي والدراسات الشرعيةخاصة، نظرا لحاجة المجتمع المسلم لهذا العلم. بعد ذلك أشار فضيلة الدكتور بوشبكة إلى عناية المسلمين بوضوع الترجمة منذ العصر النبوي، فذكر بقصة زيد بن ثابت الذي استجاب لدعوة الرسول الكريم إلى تعلم لغة يهود ليترجم رسائلهم ويتحقق التواصل معهم. كما ذكر في ختام كلمته بدور ترجمة المؤلفات والمصادر العربية في نهضة الغرب وتقدمه.
وقبل تناول المحاضر للكلمة، عرض رئيس الجلسة الدكتور حسن مسكين مجموعة من الكتب التي قام الدكتور عبد الرحيم حزل بترجمتها ودعا الطلبة الباحثين إلى النهل منها والاستفادة منها. ومن بين هذه الكتب: وصف الاستعباد -ابن خلدون معاصرا – أسئلة الترجمة – نظريات الترجمة في العصر الحديث – العبيد في المغرب – الحسن الثاني واليهود – درب مولاي الشريف الغرفة السوداء – أن نفكر بالاختلاف – التاريخ والترجمة – الأمازيغ أقوام على هامش التاريخ – البربر ذاكرة وهوية- العولمة وحقيقتها…
أما السيد المحاضر الدكتور عبد الرحيم حزل فبدأ كلمته بواقع الترجمة في البلاد العربية عامة، وفي المغرب خاصة، حيث أكد على أنه ينبغي أن تتحق في الترجمة العلمية أولا، حتى تكون لها أهمية في البحث العلمي، وهذا غير متاح على الأقل حاليا. وبما أن الترجمة لا تتحقق لها العلمية والوجود، فإنها لا تنهض بأدوارها الأخرى المنوطة بها وعلى رأسها البحث العلمي. وأرجع السيد المحاضر ذلك لمجموعة من الأسباب :
- جل القائمين على الترجمة بالعالم العربي لم يحصلوا فيها تكوينا علميا، فقد ولج هذا الميدان من لا صلة له به، كبعض المتوقفين عن القصة والشعر.
- ظهور تيارين : تيار يعد الترجمة فنا يزاول بفضل السليقة ولا حاجة لها للعلمية . وتيار يعدها علما قائما بذاته.
- الجامعة رغم بعض الاجتهادات المحتشمة، فهي لا تقوم بدورها في هذا المجال، إذ يلاحظ غياب تام لشعبة الترجمة في جميع جامعاتنا. بل وحتى مدرسة الترجمة الوحيدة المتواجدة في طنجة، لا يدرس فيها الطلبة كيف يترجمون. وما دام الأمر كذلك، فأقصى ما يمكن أن يصل إليه المترجم، كما جاء على لسان السيد المحاضر، هو ترجمة ذوقية تتحكم فيها انطباعاتهم وخلفياتهم. وهذا ما أدى ويؤدي إلى ظهور مجموعة من الترجمات المختلفة للنص الواحد. فقد تكون الترجمة حرفية، وهي ما سماها المحاضر بالترجمة بالمطابقة، وقد تكون فلسفية، كما قد تكون باستحضار المتلقي. في حين أنه يتعين على المترجم أن يترجم النص بالمكافأة حتى يحافظ على سياق النص الأصلي وأفكاره الأصيلة.
وفي ختام مداخلته، دعا السيد عبد الرحيم حزل المسؤولين إلى دعم المترجمين ماديا ومعنويا، وإلى الاعتراف بدورهم. وذكر بالشروط اللازم توفرها في المترجم، كأن يكون عارفا باللغة التي ينقل منها، مجيدا اللغة التي ينقل إليها، وملما بالموضوع الذي ينقل فيه، وبالأدوات الترجمية.
وشهدت نهاية هذه المحاضرة تكريم الدكتور عبد الرحيم حزل من طرف الفريق البيداغوجي لمختبر دراسات الفكر والمجتمع، حيث سلمت إليه شهادة تقديرية ومجموعة من الهدايا.
متابعة: الاستاذ الباحث عبد العالي أودقي